يبلغ ارتفاع جبل العجمة، في وسط سيناء، 1620 متراً؛ وتمثل هضبته، المكونة من الحجر الجيري، الحد الجنوبي لهضبة التيه، المنحدرة باتجاه الشمال؛ وتنتهي الحدود الشمالية للهضبة الأخيرة بسلسلة من المرتفعات، تتراوح أطوالها بين 370 و 109 أمتار. من هذه المرتفعات ( جبل المغارة )، الذي يُنتَـظر أن يتم إعلانه كمنطقة محمية جديدة. وينشق من الهضبة، في الاتجاه إلى الشمال، عديد من الأودية المتشعبة، تمتد للمناطق المنخفضة في سيناء الشمالية، وإلى وادي العريش العظيم، الذي يمتد حتى السهل الساحلي.
إن هذه الأودية هي الموطن لحياة نباتية غنية ومتنوعة؛ ومن النباتات الشائعة هناك، ( حبق الراعي )، ويستخدمه البدو لإكساب الشاي نكهة خاصة، ولعلاج متاعب المعدة. ومن الزواحف النمطية المميزة للهضبة، ( حردون سيناء )، أو ( حنفش )؛ ويوجد بها أيضاً ( الحية المقرنة الكاذبة )، وإن كان وجودها نادراً. ولم يكن ( العقاب الذهبي ) معروفاً بالمنطقة من قبل، غير أنه سُـــجِّلَ مؤخَّــراً كطائر مقيم ومتوالد بها؛ وكذلك الحال بالنسبة لطائر آخر، هو ( الشنار المغربي ).
ومن الحيوانات اللبونة، شوهد ( الظربان )، أو ( الدلدل الهندي ذو الذؤابة )،Hystrix indica بالمنطقة منذ سنوات قليلة، وهو قادم من منطقتي الحجاز وعسير، بالمملكة العربية السعودية، حيث يشيع وجوده هناك. ومن الحيوانات المكتشفة بالمنطقة حديثاً، أيضاً ( ابن عرس الأملس ). أما خفاشBarbastella barbastellus ، وهو خفــاش vespertilionid صغير الحجم، فإنه لا يوجد بمصر كلها إلا في هذه المنطقة.
فإذا أتينا إلى المنطقة الصحراوية من سيناء، المطلة على ساحل البحر المتوسط، وجدناها تتكون من سهول رملية فسيحة، تنحدر باتجاه البحر؛ وحظها من الأمطار أقل من الجزء الشمالي من الصحراء الغربية المطل على البحر المتوسط؛ لذلك، تقل فيها النباتات. والحقيقة، أن هذه المنطقة بلا ملامح جيولوجية بارزة، اللهم إلا كثباناً رملية رسَّــبتها الرياح، تتراوح ارتفاعاتها بين 10 و 80 متراً، تتوزع هنا وهناك. أما وادي العريش المتسع، والذي تغذيه عدة روافد، فقد كان – على مرِّ التاريخ – مشــهوراً بزراعاته، وببســـاتين الزيتون والنخيل، التي لا تزال موجودة حتى الآن.
ومن الطيور المقيمة بالمنطقة، ( نقار الخــشب السوري )، و ( العصفور الصياح، أو النعار )، و ( خاطف الذباب الأنقط )؛ وكلها يتحدد انتشارها بمصر في هذه المنطقة، فقط. كما يقيم بسيناء الشمالية طائر ( الحباري )، مع طائر كريمي اللون، يقال له ( الجليل )، أو ( جروان )؛ وفي الانقلابين، يستقبل الشريط الساحلي الصحراوي من سيناء تجمعات ضخمة من الطيور المستوطنة بالمناطق المحيطة بالقطب الشمالي.
إن منطقة وسط وشمال سيناء هي الملاذ الأخير للسلحفاة المصرية، التي أصبحت شديدة الندرة، حتى أنها أُدرجت في القائمة الحمراء، التي أصدرها الاتحاد العالمي لصون الطبيعة، عام 2000، المحتوية على الكائنات المهددة بخطر الانقراض؛ وثمة مشروع لحماية هذه السلحفاة، يجري تنفيذه في محمية الزرانيق، التي تقع بهذه المنطقة. ومن الزواحف المنتشرة في الشريط الصحراوي الساحلي ( ســقنقـر الرمل الكبير )، و ( الورل الصحراوي )، و ( الحرباء )، والثعبان السوري الأسود، أو ( العربيد )، الذي كان وجوده بالمنطقة محل شك، حتى ثبت أن البدو هناك يعرفونه؛ كما يرتاد المنطقة، بصورة متقطعة، إناث نوعين من السلاحف البحرية، هما ( الخضراء )، و ( الغبية، أو كبيرة الرأس )، لوضع البيض في أعشاش رملية على شاطئ البحر المتوسط.
ويعيش بالمنطقة حوالي عشرون نوعاً من الحيوانات اللبونة، منها ( الأرنب ذو القباء ) ، و( الدلدل الهندي ذو الذؤابة ) ، و( قط الرمال ) ، و ( ثعلب الفنك ) و( الجربوع الصغير ).
