تكثر الجزر في مياه البحر الأحمر المصرية؛ وكلها غير مأهولة، مما يجعلها ملاذاً للسلاحف البحرية في مواسم وضع البيض، وكذلك لعدد من أنواع الطيور البحرية والبرية؛ غير أنها – الجزر – أصبحت عرضةً لفضول البشر وتدخلهم، مما دعا وزارة الدولة لشؤون البيئة لفرض الحماية على 22 جزيرة منها، تعد من بين المناطق القليلة الباقية على حالتها الأولى، والمحتفظة بنقائها، على سطح الأرض؛ فمناخها يتسم بالجمال والوداعة، ويعمها الهدوء الذي لا يقطعه إلا صيحات الطيور وهدير البحر.
وثمة أرخبيل في مدخل خليج السويس، يزيد عدد الجزر فيه عن 22 جزيرة؛ أما خليج العقبة، فلا يوجد في مدخله غير جزيرتين كبيرتين، هما ( تيران )، و ( سنافير ). وإلى الجنوب من مدينة الغردقة، تقع عدة جزر هامة، منها ( سفاجا )، و ( وادي الجمال )، ومجموعة جزر ( حماطا )، وجزيرة ( الزبرجد )، أو ( سان جون )، بالإضافة إلى جزر أصغر، هي مجموعة ( الأخوين ). وقبالة وادي أدلديب وقرية أبو رماد، توجد مجموعات من الجزر الصغيرة؛ وفي أقصى الجنوب، تنتهي مجموعة الجزر المصرية بجزيرة ( حلايب ).
وبصفة عامة، فإن الحياة النباتية بالجزر قليلة ومتفرقة، وتتكون – بشكل أساسي – من عدد قليل من أنواع النباتات الملحية؛ فينتشر المنجروف على بعض هذه الجزر، وهو الموئل الطبيعي لعدد من الطيور، تبني عليه أعشاشها، ولمجموعة متنوعة من الحيوانات القشرية.
ويعد ( السرطان الناسك الأرضي ) من بين أكثر المخلوقات الباعثة على البهجة عند خط الشاطئ، وهو قادر على احتمال الحياة خارج الماء لمدد متفاوتة، مستعيناً بحجراته الخيشومية. إن هذه السرطانات الناسكة تقضي نهارها في الجحور، أو في استراحات بين النباتات الشاطئية؛ وفي أثناء الليل، تساعد في الحفاظ على الحالة الطبيعية التي فُطــرت عليها الشواطئ، فتخلصها من أي نفايات عضوية، فلا يأتي الصباح إلا وقد استعادت نصوعها. إن هذه القشريات الصغيرة المجتهدة هي – بحق – فرق مضطلعة بتنظيف الطبيعة.
ومن الزواحف التي شوهدت في الجزر الكبيرة، نوعان من السحالي، هما ( البرص المنزلي )، و ( السقنقر المنقط الصغير )، بالإضافة إلى ثعبان رمال الصحراء، واسمه المحلي ( هرسين ).
وتجد سلاحف الماء، وبخاصة النوع المعروف باسم ( العقفــاء )، والسلحفاة (الخضراء )، في شواطئ بعض جزر البحر الأحمر، مواقع مناسبة لوضع البيض. ولا توجد دلائل على أن الأنواع الثلاثة الأخرى من السلاحف البحرية، المسجلة في البحر الأحمر، تتردد على هذه الجزر للتعشيش ووضع البيض.
أما الطيور البحرية، فثمة 16 نوعاً منها تستوطن جزر البحر الأحمر؛ منها ( الأطيش )، و ( النورس أبيض العينين )، أو ( نورس عجمة )، وموطنه الأصلي البحر الأحمر؛ وثمة تقديرات تشير إلى أن 30 % من تعداد هذا النوع من الطيور البحرية في العالم، يستوطن مدخل خليج السويس. وبالإضافة إلى ذلك، يتوقف عديد من الطيور المهاجرة، في فصلي الربيع والخريف، لالتقاط الأنفاس، في جزر البحر الأحمر، التي تستضيف أيضاً تجمعات كبيرة نسبياً من ( صقر الغروب )، في موسم التكاثر.