Banner
الصفحة الرئيسية English
التنوع البيولوجي الموطن و التنوع الحياه البريه السياحه البيئية و المحميات السكان الأصليين حماية الطبيعة
جبل علبة
جبال و وديان الصحراء الشرقية
الموائل
الموائل الطبيعية فى جزر البحر الأحمر
الموائل البحرية الطبيعية بالبحر الأحمر
الموائل الطبيعية فى جبال و وديان جنوب سيناء
الموائل الطبيعية فى وسط و شمال سيناء
الموائل الطبيعية فى الأراضى الرطبة المتوسطية
الموائل الطبيعية فى وادي النيل و دلتاه
الموائل الطبيعية فى جبل العوينات و الجلف الكبير
الموائل الطبيعية فى رمال الصحراء الغربية و كثبانها
الموائل الطبيعية فى منخفضات و واحات الصحراء الغربية
ساحل البحر المتوسط فى نطاق الصحراء الغربية
الموائل البحرية الطبيعية فى مياه البحر المتوسط
 

  
   تحتل الشعاب المرجانية أعلى مكانة بين كل الموائل البحرية؛ ويوفر البحر الأحمر ظروفاً بيئية مثالية لتكوين الشعاب الصلدة، التي يوجد منها في هذا البحر شبه المغلق، أكثر من مائتي نوع.

     إن ضحالة المياه في الأفاريز التي تحد البحر تسمح بنفاذ كمية من الطاقة الضوئية كافية لإتمام عمليات ترسيب الكالسيوم، وعمليات التمثيل الضوئي في الطحالب التي يعتمد عليها بعض أنواع المرجان في التغذية. ففي هذه المياه الضحلة، جيدة الإضاءة، تجود أحوال أنواع الشعاب اللينة المتشعبة؛ أما الشعاب المتكتلة، فيناسبها الماء العميق، إذ أنها قادرة على تحمل الرواسب العالقة بالماء، التي تحول دون نفاذ جانب من الضوء، وتؤدي إلى انسداد فتحات الغرف الكلسية التي يعيش بداخلها أفراد حيوان المرجان ( البوليبات ). وثمة أنواع من الشعاب ذات كفاءة عالية في إبعاد الرواسب العالقة بالماء، وهي تبلي بلاءً حسناً في المناطق ذات معدلات الترسيب العالية.

     وينمو، مرتبطاً بالشعاب، نوعان من الطحالب، الأول تربطه بالشعاب الحية علاقة تكافلية، وينتج جانباً من احتياجات أفراد المرجان الغذائية؛ أما النوع الآخر من الطحالب، والذي ينمو على أسطح الشعاب، فهو طعام الكائنات آكلة الأعشاب، من أسماك وغيرها.

     ومعظم أنواع الشعاب الصلدة من ( بانيات الشعاب )، وهي – في عمومها – تعيش في تجمعات، أو مستعمرات، حيث يقوم كل مرجان فرد ( بوليب ) ببناء هيكله، فيستقر في بناء كلسي، يقوم هو بإفرازه، يشبه القدح، ويكون بمثابة الغلاف بالنسبة له. ويتصل مجموع الأفراد، بعضهم ببعض، عن طريق امتدادات من أجسامهم، تبرز فوق مستوى البناء الهيكلي؛ وهكذا، تتضح معالم المستعمرة فوق هيكلها العام. وفي بعض الأنواع، تكون البوليبات متباعدة، إلاَّ أنها تصنع فيما بينها تكوينات متشعبة؛ وفي أنواع أخرى، يزداد تقارب البوليبات، حتى أنها تشترك معاً في جدران الأغلفة التي تحيط بها.

     ويعتمد أفراد المرجان التكاثر اللاتزاوجي، بالتبرعم، كوسيلة لتكوين المستعمرة المرجانية، التي يمكن أن يتعاظم حجمها، فتغطي مساحة كبيرة. ويتفاوت معدل النمو بين أنواع الشعاب، فيتدنى في حالة الأنواع الصلدة إلى سنتيمتر واحد بالسنة؛ وفي أنواع أخرى، يتراوح بين 20 و 25 سم في السنة، في الظروف المواتية. وعند نفس الظروف، تجد أنواعاً أخرى لا يزيد معدل نموها عن 4 – 5 سم، بالسنة؛ وبصفة عامة، وإذا تحولت الظروف المواتية إلى عادية، نقص معدل النمو بمقدار النصف. وفي كل الأحوال، فإن معدل نمو مستعمرة من الشعاب يتأثر ببعض العوامل، مثل نوع الشعب نفسه، والموقع، وكمية الطاقة الضوئية التي يتحصَّــل عليها المرجان. والجدير بالذكر، أن انتزاع سنتيمترات قليلة من شعاب مرجانية، للاحتفاظ بها كتذكار، يعني ضياع عدة سنين، استغرقها هذا الجزء الصغير من الشعاب لينمو. وهذه الشعاب هي الموئل الطبيعي لكثرة من النباتات والحيوانات، إذ تكوِّن المجال المناسب الذي تستطيع هذه المخلوقات أن تعيش به، وتأكل، وإليه تلجأ هرباً من أعدائها المفترسين. ويفيد من هذا النظام البيئي الحيوانات القشرية، والديدان، ونجمات البحر، والأسماك.

     أما النباتات المائية التي يُطلقُ عليها ( حشائش البحـر )، فقد علق بها هذا الاسم لأنها تنمو كمروج أو مراعي صغيرة؛ وكذلك لأن كثيراً من أنواعها له أوراق طويلة، لها مظهر الحشائش؛ والحقيقة أن هذه النباتات المائية أقرب ما تكون إلى مجموعة النباتات التي يطلق عليها – بصفة عامة – اسم ( لسان البحر )، منها إلى العائلة الضخمة التي تضم الحشائش. وتمتد مسطحات حشائش البحر على طول الأجناب الضحلة للبحر الأحمر؛ وهي مجموعة تضم 11 نوعاً من هذه النباتات، التي لا يوجد منها في العالم إلا عدد محدود من الأنواع. كذلك، فإن انتشار هذه المهاد من حشائش البحر محدود، إذ أنها – نوعاً ما – لا تجد ما يتوافق معها من بيئات ضحلة، ذات طبيعة ترسيبية.

     ولحشائش البحر درجة من الأهمية البيئية قرين لأهمية الشعاب المرجانية، فهي معدودة من أغنى الأنظمة البيئية البحرية، وأعلاها إنتاجيةً. ففي خليج العقبة، يتخذ 49 نوعاً من اللافقاريات البحرية مهاد الحشائش البحرية موطناً لها؛ وتمثل الرخويات الجانب الأعظم من هذه اللافقاريات، إذ تبلغ نسبتها 70%؛ كما ينفرد هذا الموئل الطبيعي بأن 9% من الأنواع التي تعيش فيه لا توجد في أي موئل طبيعي آخر. ولا غرابة في ذلك، فهذه الحشائش البحرية مورد هام للطعام؛ وهي المأوى والحمى لصغار أنواع مختلفة من الأسماك والقشريات ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة؛ كما أنها مصدر الطعام الوحيد للسلحفاة البحرية الخضراء، وللحيوان اللبوني البحري المعروف باسم ( عروس البحر )، الذي لا يأكل سوى نوع وحيد من هذه الحشائش، هو ( هالوديول يونينيرفيس )، فينتزعه بطرفيه المجدافيين، ويحتفظ به في أكوام، يستهلكها على دفعات.

     الميـــاه العميـقــة :

     كما أسلفنا، تتوزع الشعاب المرجانية ومهاد الحشائش البحرية في المياه الضحلة من البحر الأحمر؛ أما المياه العميقة، فإنها الموطن لمجموعة شديدة التنوع من الأسماك التي تتغذى على الهائمات البحرية، أو اللافقاريات، أو غيرهما. ومن أضخم وأشهر هذه الأسماك، أنواع عديدة من الأقراش. أما القياطس، فهي قليلة في المياه المصرية من هذا البحر، وتشتمل على ( دولفين ريســـو )، Grampus griseus و ( حوت برايد )، Balaenoptera edeni .

 
الاول السابق 5 من 6 التالى الاخير
القرش الأملس، Carcharhinus falciformis

القرش الأملس، Carcharhinus falciformis. وبالرغم من أن الأقراش كلها آكلة لحوم، إلا أنها ليست شرسة في عمومها، ولا تعمد كل أنواعها للقتل بلا تمييز. وللأقراش هياكل غضروفية، أخف وزناً من العظمية؛ كما أن أكبادها الضخمة غنية بالزيت؛ وهذان العاملان يعينانها على الطفو؛ وهي أسماك سريعة، وتصحبها – في أغلب الأحيان – سمكة ( اللشك )، أو ( القملة ). وللصيد الجائر تأثير خطير على تجمعات الأقراش، في كل بحار ومحيطات العالم.