Banner
الصفحة الرئيسية English
التنوع البيولوجي الموطن و التنوع الحياه البريه السياحه البيئية و المحميات السكان الأصليين حماية الطبيعة
جبل علبة
جبال و وديان الصحراء الشرقية
الموائل
الموائل الطبيعية فى جزر البحر الأحمر
الموائل البحرية الطبيعية بالبحر الأحمر
الموائل الطبيعية فى جبال و وديان جنوب سيناء
الموائل الطبيعية فى وسط و شمال سيناء
الموائل الطبيعية فى الأراضى الرطبة المتوسطية
الموائل الطبيعية فى وادي النيل و دلتاه
الموائل الطبيعية فى جبل العوينات و الجلف الكبير
الموائل الطبيعية فى رمال الصحراء الغربية و كثبانها
الموائل الطبيعية فى منخفضات و واحات الصحراء الغربية
ساحل البحر المتوسط فى نطاق الصحراء الغربية
الموائل البحرية الطبيعية فى مياه البحر المتوسط
 


  جبل العوينات عبارة عن كتلة هائلة من الحجر الرملي والجرانيت، تقع في الركن الجنوبي الغربي من مصر؛ ويبلغ ارتفاع هذا الجبل 1907 أمتار، مما يجعله أعلى نقطة في سائر الصحراء الغربية. ويغطي جبل العوينات مساحة قدرها 1500 كيلومتراً مربعاً. وتستقبل المنطقة، من حين لآخر، وعلى نحوٍ لا يخضع للتنبؤات، أمطاراً خفيفة متفرقة؛ وتشير السجلات إلى أن ذلك يحدث مرةً كل عشر سنوات. وعند نزول المطر، تملأ المياه أحواضاً صخرية القاع، في الخوانق المتعرجة التي تقطع امتداد الكتلة الجبلية الضخمة.  ولا تتبدى الحياة النباتية في الجانب المصري من هذا الجبل، إلا في موقع يسمى ( كركور طلح ).

     أما هضبة ( الجلف الكبير )، المكونة من الصخور الرملية، فتقع في اتجاه الشمال من جبل العوينات، ومساحتها أكبر من مساحته، وسطحها صخري، مغطىً، في مواقع كثيرة منه، بطبقات من الرمال، وينحدر في الاتجاه الجنوبي الشرقي، من ألف إلى 600 متر.  وإلى الشمال من هذه الهضبة، يمتد بحر الرمال العظيم، الذي يطغي على الهضبة، وتتحرك كثبانه الرملية، زاحفةً إلى الأودية والمنحدرات الصخرية.   ويقطع اتصال مساحة الهضبة أودية، أبرزها ( وادي طلح )، و ( وادي عبد المالك )، و ( وادي حمرا )، وقد أخذ الأخير اسمه من لون رماله.

     وبسبب شدة الجفاف بالمنطقة، تندر النباتات والحيوانات فيها، بالرغم من أن الرسومات العديدة على الصخور في جبل العوينات، وأيضاً في ( الجلف الكبير )، تقول بأن المنطقة شهدت عهداً مطيراً، كانت فيه مأهولة بطيور النعام، والزراف، والغزلان, وقطعان الماشية. وبالرغم من الظروف المناخية القاسية، نجحت بعض الأودية في إنماء أشجار الأكاسيا ( السنط ), وأشجار ( المرو )؛ كما تنمو شجرة ( الخموس ) أو ( أم حموص ) أو ( سِـــلَّة )، في بعض الأودية الكبيرة، وتعطي أزهارها حين تتحسن الأحوال؛ كما ينمو بتلك الأودية أنواع قليلة من الحشائش التي تستطيع تحمل الظروف البيئية الصعبة، مثل ( أبو ركبة ). ومن نباتات المنطقة، أيضاً، بطيخ الصحراء، أو بطيخ الرمال، أو ( الحنظل ). وإذا حدث ووقعت الواقعة النادرة بنزول المطر، مهما قل مقداره، تخضر المنطقة، ولكن لزمن وجيز؛ إذ سرعان ما تنتهز الفرصةَ أنواعٌ من النباتات، كانت هامدةً في انتظار المطر، فتندفع ظاهرةً للعيان، وتنتج البذور، ثم لا تلبث أن تموت؛ ولا يستغرق كل ذلك إلا المسافة الزمنية بين ابتلال الرمال بالمطر، وجفافها منه. وعلى أي حال، فإن عدد الأنواع النباتية في جبل العوينات لا يقل عن 55 نوعاً.
     ولا يُعرف عن زواحف المنطقة إلا النذر اليسير؛ والمؤكد أن بها نوعاً واحداً على الأقل، هو ( البرص رباعي النقط )؛ ومع هذا البرص، توجد الحشرات التي يتغذى عليها. والملاحظ أن الناس غير المتصلين بالصحراء يدهشهم معرفة أن المناطق شديدة الجفاف، والتي تبدو للعيان، نهاراً، أنها غير مأهولة، تغصُّ بآلاف الحشرات ليلاً. ويستتبع ذلك أن الطيور آكلة الحشرات، مثل ( أبو سليمان )، أو ( أبو فتفوت )، تجد ضالتها في هذه المنطقة. وثمة أنواع أخرى من الطيور الصغيرة، شوهدت تتردد على هذه الأرض المقفرة، مثل ( قنبرة الصحراء ) أو ( قنبرة البادية )؛ وللغرابة، فإن طائراً مثل ( الدرسة المخططة )، أو ( طائر المرعة )، قد سجله المراقبون هناك، وهو – أساساً – آكل حبوب؛ وها هو يأكل الحشرات، أيضاً.

     ومن حيوانات المنطقة، ( الكبش المغربي ) ، الذي يعيش تجمع صغير منه على ما يتوفر له من طعام ضئيل، متمثَّل في أوراق وثمار النباتات؛ ويحصل هذا الحيوان على ما يقيم أوده من ماء من غذائه النباتي، ولا يشرب إلا إذا توفر الماء؛ وهو حيوان يواجه خطر الانقراض إلى حد كبير.

     ويتوزع في الصحارى المصرية والليبية عدة آلاف من رسومات بدائية على الصخور، وأخرى محفورة؛ ويستأثر وادي كركور طلح، في جبل العوينات، بأكثر من أربعة آلاف من هذه الرسومات والنقوش، التي يصور جانب كبير منها أنواعاً مختلفة من الأغنام والماشية؛ وكان الاعتقاد لدى رجال قبيلة ( الجوران )، الذين عاشوا بالمنطقة في العشرينيات من القرن العشرين، أن تلك الأعمال الفنية من صنع الجان.
 
الاول السابق 4 من 6 التالى الاخير
الكبش الأروي، Ammotragus lervia

الكبش الأروي، Ammotragus lervia. حيوان شديد التحمل للجفاف، متين البنيان؛ يستمد احتياجاته من الماء من غذائه النباتي؛ ويعيش في ( الجلف الكبير ) تجمُّعٌ صغير من هذا الغنم البري الرشيق، والمهدد بشدة بخطر الانقراض. وكان هذا الكبش ينتشر انتشاراً واسعاً في مرتفعات الصحراء الشرقية، وانحسر هذا الانتشار حالياً، واقتصر على مساحة صغيرة قرب جبل علبة.